ذات صباح

أنفقت أمينة كل مصروفها على كيس شيبسى ومصاصة، ثم أعطت ظهرها لعم حسين الذى ناولها طلباتها وهو ينحنى لها، قطعت كيس الشيبسى بأسنانها وبدأت تلتقط القطع وهى تتمهل فى مشيها لكى تأخذ أكبر وقت ممكن فى تأمل الشارع الذى يمتد إلى مالانهاية فهذه هى فسحتها الوحيدة خارج البيت كل يوم، ثم صعدت درجات السلم على مهل وهى تضع المصاصة فى فمها ودخلت البيت وحارت بين أن ترمى المصاصة من فمها وبين أن تواصل الإستمتاع برحيقها وهى تنظر إلى أبيها الذى يجلس على الفوتيه يخبأ رأسه بيده ويبكى، فإبتلعت المصاصة كحل واقعى ولجأت إلى أختها سعاد ذات العشر سنوات التى تجلس على فوتيه مقابل ثم رفعت جسمها ببطء لتجلس على حجرها تتأمل فى صمت حزن أبيها، ثم نزلت من حجر أختها وسارت ببطء إلى حجرة النوم وإقتربت من جسم امها المسجى ثم صعدت إليها لتنظر إلى وجهها.