المقهى


دائماً ما يكون الهزيع الأخير من كوب الشاى بارداً بسبب تيار الهواء البارد الذى يتسلل فى عصارى شهر فبراير إلى المقهى، فرفعت الكوب بيدى اليسرى وإرتشفت الهزيع دفعة واحدة، وملت بجسمى لألقى بزهرى الطاولة لكن (الجُهار دو) ليسا ما رجوت لأهرب من الهزيمة المحققة من هذا المحظوظ الذى لا يفقه شيئاً فى الطاولة.
-هل تلعب دوراً جديداً؟ سألته ببرود وإحتقار.
-هل ترغب فى تعويض خسارتك؟ سألنى وهو يطوى ضلفة الطاولة ليغلقها، ويسحب نفساً عميقاً لينطلق صوت كركرة الأرجيلة، فلم أرد عليه وبادرته متسائلاً.
-ما هو الهزيع؟ ففتح تليفونه المحمول وبحث عن المعنى فى جوجل ثم لم يرد وبدا مشغولاً بالقراءة وهو يواصل سحب الأنفاس من الأرجيلة، فنهضت ووضعت أموال مشروبى على الطاولة وإنصرفت، ثم توقفت على باب المقهى حتى تمر سيارة، وقلت لنفسى سوف أهزمه غداً، ثم عبرت إلى رصيف منتصف الشارع وإنتظرت مرور رهط من السيارات وانا أفكر فى كلمة صعبة أساله عن معناها غداً إذا هزمنى.
وفى اليوم التالى هزمته، فسألنى عن معنى كلمة "اليراع"، ثم نهض ووضع اموال مشروبه على الطاولة وتركنى أكركر الشيشة وأبحث فى جوجل عن المعنى.